حذر الأمين العام للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن الأوضاع الأمنية والإنسانية والسياسية في أفغانستان قد تشهد المزيد من التدهور خلال الأشهر القادمة.
فقد كتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقريره لمجلس الأمن في 10 مارس/آذار والذي تم الإعلان عنه في 16 مارس/آذار أن "حكومة أفغانستان وقوات الأمن فيها وسكانها وشركائها الدوليين يواجهون امتحاناً صعباً خلال عام 2009".
كما تردد التحذير عينه على لسان ريتو ستوكر، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أفغانستان، الذي عبر عن قلقه يوم 17 مارس/آذار بقوله أن " العمل الإنساني الآن [في أفغانستان] أصبح أصعب من أي وقت مضى" وأن "عام 2009 سيكون صعباً بالنسبة لأفغانستان وسكانها".
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تعبر فيها الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر عن مثل هذه التوقعات المتشائمة والتي تشكل أهمية خاصة بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني.
وتعتزم الحكومة الأمريكية الجديدة إرسال قوة إضافية إلى أفغانستان قوامها 17,000 جندي مما جعل المتمردين يتعهدون بالتصدي لذلك بالمزيد من العنف. وقد شهد عام 2009 منذ بدايته ارتفاعاً في مستوى انعدام الأمن بلغت نسبته 75 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وفقاً للأمم المتحدة.
كما شهدت البلاد زيادة في عدد الحوادث الأمنية بلغت نسبتها 40 بالمائة خلال عام 2008 مقارنة بعام 2007. وقد تسببت الأطراف المتنازعة بمقتل أكثر من 2,100 مدني خلال عام 2008، حسب تقرير الأمم المتحدة. كما أجبر النزاع المسلح عشرات الآلاف من الناس على مغادرة ديارهم وتسبب في عرقلة عمل موظفي الإغاثة والحيلولة دون وصولهم إلى مناطق شاسعة من البلاد.
أمن عمال الإغاثة
وأفاد تقرير بان كي مون أن "حالة انعدام الأمن ستزداد سوءاً، وفي الوقت الذي ستزداد فيه الهجمات الإرهابية وتشتد المواجهات المسلحة، ستتدهور كذلك أوضاع عمال الإغاثة أكثر فأكثر".
وكان 31 موظفاً من موظفي الإغاثة قد لقوا حتفهم وتعرض 78 للاختطاف وأُصيب 27 آخرين بإصابات بالغة خلال عام 2008. كما شهد العام نفسه 170 حادثة أمنية، وفقاً للأرقام الصادرة عن مكتب أمن المنظمات غير الحكومية بأفغانستان.
ولم تسلم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي يحفل تاريخها بسنوات طويلة من العمل في هذا البلد الذي تمزقه الحرب وتتمتع بعلاقات طيبة مع كل الأطراف المتحاربة، من تأثير انعدام الأمن حيث فقدت القدرة على الوصول إلى بعض المناطق غير الآمنة.
وفي هذا السياق، أخبر ريتو ستوكر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن البحث عن ضمانات أمنية من الأطراف المتحاربة أصبح أكثر صعوبة من ذي قبل.
وقد أصبح من الصعب الوصول إلى نصف مناطق البلاد تقريباً بالنسبة لمنظمات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة.
وجاء في تصريح ستوكر: "نحن نتعامل أصلاً مع أزمة إنسانية في أفغانستان".
وأضاف أنه من شأن العمليات العدائية وانعدام القدرة على الوصول والجفاف أن تسبب المزيد من المعاناة للمجتمعات المتضررة.
"